حكاية شعب!!!

حكاية شعب
كان يأتي بعد منتصف الليل يلبس كوفيةَ يلف بها رأسه حيث لا أرى منه سوى عينيه يلمعان كالنجوم في السماء .
كنت حينها صغيراَ لا اعرف لماذا يعود أبي كل ليله متأخرا
هكذا ، ويتسلل إلى البيت ، ويخاف أن يراه احد .
كانت أمي تستقبله وهي خائفة وتودعه عند الفجر خائفة كانت هذه الأمور تحدث كل ليله تقريباَ تقريبا من دون أن اعرف لماذا هذا الخوف الذي يكون مسيطر على أمي عندما يكون أبي في البيت ، سألتها مره لماذا لا يأتي أبي في النهار؟ لماذا لا أرى أبي سوى في الظلام؟ حينها قالت لي ستكبر يوماَ، وتعرف من كان أبوك وماذا يفعل من اجل من هذا الوطن حينها ستفخر بابيك ، وبقينا على هذا الحال شهورا,َ كنت اشعر بالخوف عندما يأتي المساء لأنه أصبح يجلب الخوف والمعاناة ، أتى ذلك اليوم الذي جاء به أبي كعدته متأخرا ، وبندقيته معلقة في رقبته ، وضمني كغير عادته كأنه أراد أن يودعني قالت له أمي ما بك يا ياسر لا اعرف يا فلسطين اشعر أني سألاقي الله قريباَ، بكت أمي كثيرا فقالت : ستعيش حتى ترى فلسطين محرره كلها على يدك وعلى يد هؤلاء الشباب الذين لا ينامون الليل من اجلها ، وكعدته. هم بالخروج عند الفجر من البيت ، وإذا بكامل البيت محاصرا بالجيش ، طلبوا منه الاستسلام ، فرفض أبي ياسرا ألا أن يموتا شهيدا من اجل فلسطين فسقط بين يدي أمي ، فصرخت أمي صرختا مدوية مات ياسر ، استشهد ياسر ، نضرت أليه ونضر لي وقبض على يدي قبضتا قويه كأنه أراد أن يقول لي شيئا ، كأنه أراد أن يقول لي أكمل المشوار يا بني .
مات أبي استشهد ياسر ، وكأنه فلسطين لم تموت ستبقى فلسطين حرة أبيه .


تحــياتي: طــارق